الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                        قال : ( ولا بأس بأكل الجريث والمارماهي وأنواع السمك والجراد بلا ذكاة ) وقال مالك رحمه الله لا يحل الجراد إلا أن يقطع الآخذ رأسه أن يشويه ; لأنه صيد البر ، ولهذا يجب على المحرم بقتله جزاء يليق به فلا يحل إلا بالقتل كما في سائره والحجة عليه ما روينا ، وسئل علي رضي الله عنه عن الجراد يأخذه الرجل من الأرض وفيها الميت وغيره ، فقال : كله كله ، وهذا عد من فصاحته ودل على إباحته وإن مات حتف أنفه بخلاف السمك إذا مات من غير آفة ; لأنا خصصناه بالنص الوارد في الطافي ، ثم الأصل في السمك عندنا أنه إذا مات بآفة يحل كالمأخوذ ، وإذا مات حتف أنفه من غير آفة لا يحل كالطافي [ ص: 72 ] وتنسحب عليه فروع كثيرة بيناها في كفاية المنتهى ، وعند التأمل يقف المبرز عليها : منها إذا قطع بعضها فمات يحل أكل ما أبين وما بقي ; لأن موته بآفة وما أبين من الحي وإن كان ميتا فميتته حلال ، وفي الموت بالحر والبرد روايتان ، والله أعلم بالصواب .

                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                        قوله : سئل علي عن الجراد يأخذه الرجل من الأرض ، وفيها الميت وغيره ، فقال : كله كله ; قلت : غريب بهذا اللفظ ; وروى عبد الرزاق في " مصنفه " أخبرنا سفيان الثوري عن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي ، قال : الحيتان والجراد ذكي كله انتهى . ثم أخرج عن معاذ بن هشام حدثني أبي عن قتادة عن جابر بن زيد ، قال : قال عمر بن الخطاب : الحوت ذكي كله ، والجراد ذكي كله ، انتهى .

                                                                                                        وروى الطبراني في " معجمه " [ ص: 72 ] حدثنا محمد بن الحسين الأنماطي ثنا داود بن رشيد ثنا سويد بن عبد العزيز عن أبي هشام الأيلي عن زيد بن أسلم عن ابن عمر عن { النبي صلى الله عليه وسلم قال : كل دابة من دواب البر والبحر ليس لها دم ينعقد ، فليس لها ذكاة }انتهى .




                                                                                                        الخدمات العلمية