الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
فصل

قال : الدرجة الثالثة : السكينة التي تثبت الرضا بالقسم . وتمنع من الشطح الفاحش . وتقف صاحبها على حد الرتبة ، والسكينة لا تنزل إلا في قلب نبي ، أو ولي .

هذه الدرجة الثالثة : كأنها عند الشيخ لأهل الصحو بعد السكر . ولمن شام بوارق الحقيقة .

فقوله : تثبت الرضا بالقسم

أي توجب لصاحبها أن يرضى بالمقسوم . ولا تتطلع نفسه إلى غيره .

وتمنع من الشطح الفاحش

يعني مثل ما نقل عن أبي يزيد ونحوه ، بخلاف الجنيد وسهل وأمثالهما . فإنهم لما كانت لهم هذه السكينة لم تصدر منهم الشطحات . ولا ريب أن الشطح سببه عدم السكينة . فإنها إذا استقرت في القلب منعته من الشطح وأسبابه .

[ ص: 479 ] قوله : وتوقف صاحبها على حد الرتبة

أي توجب لصاحبها الوقوف عند حده من رتبة العبودية . فلا يتعدى مرتبة العبودية وحدها .

قوله : والسكينة لا تنزل إلا على قلب نبي أو ولي

وذلك لأنها من أعظم مواهب الحق سبحانه ومنحه . ومن أجل عطاياه . ولهذا لم يجعلها في القرآن إلا لرسوله صلى الله عليه وسلم وللمؤمنين كما تقدم . فمن أعطيها فقد خلعت عليه خلع الولاية ، وأعطي منشورها .

والله المستعان . وعليه التكلان . ولا حول ولا قوة إلا بالله .

التالي السابق


الخدمات العلمية