الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                صفحة جزء
                                                                                4959 ( 3 ) في قتال أبي عبيد مهران وكيف كان أمره

                                                                                ( 1 ) حدثنا أبو أسامة عن إسماعيل بن أبي خالد سمعت أبا عمرو الشيباني يقول : كان مهران أول السنة ، وكانت القادسية في آخر السنة ، فجاء رستم فقال : إنما كان مهران يعمل عمل الصبيان .

                                                                                ( 2 ) حدثنا أبو أسامة عن إسماعيل عن قيس قال : كان أبو عبيد بن مسعود عبر الفرات إلى مهران فقطعوا الجسر خلفه فقتلوه هو وأصحابه ، قال : فأوصى إلى عمر بن الخطاب ، قال : فرثاه أبو محجن الثقفي فقال : [ ص: 8 ]

                                                                                أمسى أبو خير خلاء بيوته بما كان يغشاه الجياع الأرامل     أمسى أبو عمرو لدى الجسر منهم
                                                                                إلى جانب الأبيات حرم ونابل     فما زلت حتى كنت آخر رائح
                                                                                وقتل حولي الصالحون الأماثل     وقد كنت في نحر خيارهم
                                                                                لدى القتل يدمي نحرها والشواكل

                                                                                .

                                                                                ( 3 ) حدثنا أبو أسامة عن إسماعيل عن قيس قال : عبر أبو عبيد بن مسعود يوم مهران في أناس فقطع بهم الجسر ، فأصيبوا ، قال : قال قيس : فلما كان يوم مهران قال أناس فيهم خالد بن عرفطة لجرير : يا جرير ، لا والله لا نريم عن عرصتنا هذه ؟ فقال : اعبر يا جرير بنا إليهم ، فقلت : أتريدون أن تفعلوا بنا ما فعلوا بأبي عبيد ، إنا قوم لسنا لساح أن نبرح أو أن نريم العرصة حتى يحكم الله بيننا وبينهم ، فعبره المشركون فأصيب يومئذ مهران وهم عند النخيلة .

                                                                                ( 4 ) حدثنا أبو أسامة عن إسماعيل عن قيس قال : قال لي جرير : انطلق بنا إلى مهران ، فانطلقت معه حيث أقبلوا ، فقال لي : لقد رأيتني فيما هاهنا في مثل حريق النار ، يطعنوني من كل جانب بنيازكهم ، فلما رأيت الهلكة جعلت أقول : يا فرسي ألا يا جرير ، فسمعوا صوتي فجاءت قيس ، ما يردهم مني حتى يخلصوني ، قلت : قد عبرت شهرا ما أرفع لي حبا من أثر النيازك ، قال : قال قيس : لقد رأيتنا نخوض دجلة وإن أبواب المدائن لمعلقة .

                                                                                ( 5 ) حدثنا معاذ بن معاذ قال ثنا التيمي عن أبي عثمان قال : لما قتل أبو عبيد وهزم أصحابه قال عمر : أنا فئتكم .

                                                                                ( 6 ) حدثنا وكيع قال ثنا ابن عون عن ابن سيرين قال : لما بلغ عمر قتل أبي عبيد الثقفي قال : إن كنت له فئة لو انحاز إلي [ ص: 9 ]

                                                                                ( 7 ) حدثنا محبوب القواريري عن حنش بن الحارث النخعي قال : ثنا أشياخ النخعي أن جريرا لما قتل مهران نصب أو رفع رأسه على رمح .

                                                                                ( 8 ) حدثنا محمد بن بشر قال حدثنا مسعر عن سعد بن إبراهيم أنه مر برجل يوم أبي عبيد وقد قطعت يداه ورجلاه ، وهو يقول : مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا فقال له بعض من مر عليه : من أنت ؟ قال : امرؤ من الأنصار .

                                                                                التالي السابق


                                                                                الخدمات العلمية