الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                      صفحة جزء
                                                                      2934 حدثنا مسدد حدثنا بشر بن المفضل حدثنا غالب القطان عن رجل عن أبيه عن جده أنهم كانوا على منهل من المناهل فلما بلغهم الإسلام جعل صاحب الماء لقومه مائة من الإبل على أن يسلموا فأسلموا وقسم الإبل بينهم وبدا له أن يرتجعها منهم فأرسل ابنه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له ائت النبي صلى الله عليه وسلم فقل له إن أبي يقرئك السلام وإنه جعل لقومه مائة من الإبل على أن يسلموا فأسلموا وقسم الإبل بينهم وبدا له أن يرتجعها منهم أفهو أحق بها أم هم فإن قال لك نعم أو لا فقل له إن أبي شيخ كبير وهو عريف الماء وإنه يسألك أن تجعل لي العرافة بعده فأتاه فقال إن أبي يقرئك السلام فقال وعليك وعلى أبيك السلام فقال إن أبي جعل لقومه مائة من الإبل على أن يسلموا فأسلموا وحسن إسلامهم ثم بدا له أن يرتجعها منهم أفهو أحق بها أم هم فقال إن بدا له أن يسلمها لهم فليسلمها وإن بدا له أن يرتجعها فهو أحق بها منهم فإن هم أسلموا فلهم إسلامهم وإن لم يسلموا قوتلوا على الإسلام فقال إن أبي شيخ كبير وهو عريف الماء وإنه يسألك أن تجعل لي العرافة بعده فقال إن العرافة حق ولا بد للناس من العرفاء ولكن العرفاء في النار

                                                                      التالي السابق


                                                                      ( على منهل ) : هو كل ماء يكون على الطريق ، ويقال منهل بني فلان أي مشربهم ( وبدا له أن يرتجعها ) : أي ظهر لصاحب الماء أن يرجع الإبل من قومه ( نعم ) : أي لأبيك حق الرجوع ( أو لا ) : أي ليس له حق الرجوع ( أن يسلمها ) : أي الإبل ( لهم ) : لقومه المسلمين ( فهو ) : أي عريف الماء الذي قسم الإبل بين قومه ( أحق بها ) : أي بالإبل .

                                                                      وفيه دليل على صحة رجوع العطايا في مثل ذلك لكن الحديث ليس بقوي ( إن العرافة حق ) : أي عملها حق ليس بباطل لأن فيها مصلحة للناس ورفقا بهم في أحوالهم وأمورهم لكثرة احتياجهم إليه . والعرافة تدبير أمور القوم والقيام بسياستهم ( ولا بد للناس من العرفاء ) : ليتعرف أحوالهم في ترتيب البعوث والأجناد والعطايا والسهام وغير ذلك ( ولكن [ ص: 122 ] العرفاء في النار ) : وهذا قاله تحذيرا من التعرض للرياسة والحرص عليها لما في ذلك من الفتنة وأنه إذا لم يقم بحقها أثم واستحق العقوبة العاجلة والآجلة . كذا في السراج المنير .

                                                                      وفي اللغات : العرفاء في النار أي على خطر وفي ورطة الهلاك والعذاب لتعذر القيام بشرائط ذلك ، فعليهم أن يراعوا الحق والصواب .

                                                                      قال المنذري : في إسناده مجاهيل وغالب القطان قد وثقه غير واحد من الأئمة واحتج به البخاري ومسلم في صحيحيهما .

                                                                      وذكر ابن عدي الحافظ هذا الحديث في كتاب الضعفاء في ترجمة غالب القطان مختصرا .

                                                                      وقال ولغالب غير ما ذكرت وفي حديثه النكرة وقد روي عن الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله حديث يشهد الله حديث معضل . وقال أيضا وغالب الضعف على حديثه بين .




                                                                      الخدمات العلمية