الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          2926 حدثنا محمد بن إسمعيل حدثنا شهاب بن عباد العبدي حدثنا محمد بن الحسن بن أبي يزيد الهمداني عن عمرو بن قيس عن عطية عن أبي سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الرب عز وجل من شغله القرآن وذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين وفضل كلام الله على سائر الكلام كفضل الله على خلقه قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( حدثنا محمد بن إسماعيل ) هو الإمام البخاري ( أخبرنا شهاب بن عباد العبدي ) أبو عمر الكوفي ثقة من العاشرة ( أخبرنا محمد بن الحسن بن أبي يزيد الهمداني ) بالسكون أبو الحسن الكوفي نزيل واسط ضعيف من التاسعة ( عن عطية ) هو العوفي .

                                                                                                          قوله : ( من شغله القرآن عن ذكري ومسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين ) أي من اشتغل بقراءة القرآن ولم يفرغ إلى ذكر ودعاء أعطى الله مقصوده ومراده أكثر وأحسن مما يعطي الذين يطلبون حوائجهم ( وفضل كلام الله على سائر الكلام كفضل الله على خلقه ) قال ميرك : يحتمل أن تكون هذه الجملة من تتمة قول الله عز وجل فحينئذ فيه التفات كما لا يخفى ، ويحتمل أن تكون من كلام النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهذا أظهر لئلا يحتاج إلى ارتكاب الالتفات . انتهى . وقال الشوكاني في تحفة الذاكرين : هذه الكلمة لعلها خارجة مخرج التعليل لما تقدمها من أنه يعطي المشتغل بالقرآن [ ص: 197 ] أفضل ما يعطي الله السائلين ، ووجه التعليل أنه لما كان كلام الرب سبحانه وتعالى فائقا على كل كلام كان أجر المشتغل به فوق كل أجر . والحديث لولا أن فيه ضعفا لكان دليلا على أن الاشتغال بالتلاوة عن الذكر وعن الدعاء يكون لصاحبه هذا الأجر العظيم .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث غريب ) قال الحافظ في الفتح بعد ذكر هذا الحديث : رجاله ثقات إلا عطية العوفي ففيه ضعف . انتهى . قلت : وفي سنده محمد بن الحسن بن أبي يزيد الهمداني وهو أيضا ضعيف . قال الحافظ في تهذيب التهذيب في ترجمته : قال الذهبي حسن الترمذي حديثه فلم يحسن . انتهى . والحديث أخرجه أيضا الدارمي والبيهقي في شعب الإيمان .

                                                                                                          [ ص: 198 ]



                                                                                                          الخدمات العلمية