الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
فصل المعاينة

قال شيخ الإسلام : ( باب المعاينة ) قال الله تعالى : ألم تر إلى ربك كيف مد الظل .

قلت : المعاينة مفاعلة من العيان ، وأصلها من الرؤية بالعين ، يقال : عاينه إذا وقعت عينه عليه ، كما يقال : شافهه إذا كلمه شفاها ، وواجهه إذا قابله بوجهه ، وهذا مستحيل في هذه الدار أن يظفر به بشر .

وأما قوله : ألم تر إلى ربك كيف مد الظل فالرؤية واقعة على نفس مد الظل ، لا على الذي مده سبحانه ، كما قال تعالى : ألم تروا كيف خلق الله سبع سماوات طباقا ، وقوله تعالى : ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل فهاهنا أوقع الرؤية على نفس الفعل ، وفي قوله : ألم تر إلى ربك كيف مد الظل أوقعها في اللفظ عليه سبحانه ، والمراد : فعله من مد الظل ، هذا كلام عربي بين معناه ، غير محتمل ولا مجمل ، كما قيل في العزى :


كفرانك اليوم لا سبحانك إني رأيت الله قد أهانك

[ ص: 231 ] وهو كثير في كلامهم ، يقولون : رأيت الله قد فعل كذا وكذا ، والمراد رأيت فعله ، فالعيان والرؤية : واقع على المفعول لا على ذات الفاعل وصفته ولا فعله القائم به .

التالي السابق


الخدمات العلمية