الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
قوله عز وجل:

قل يا أيها الناس قد جاءكم الحق من ربكم فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها وما أنا عليكم بوكيل واتبع ما يوحى إليك واصبر حتى يحكم الله وهو خير الحاكمين

هذه مخاطبة لجميع الكفار مستمرة مدى الدهر، و"الحق" هو القرآن والشرع الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم، فمن اهتدى أي:اتبع الحق وأذعن به فإنما يسعى لنفسه لأنه يوجب لها رحمة الله ويدفع عذابه، ومن ضل أي: حاد عن طريق الحق ولم ينظر بعين الحقيقة، وكفر بالله عز وجل فبضد ذلك، وقوله: وما أنا عليكم بوكيل أي: [ ص: 535 ] لست بآخذكم ولا بد بالإيمان، وإنما أنا مبلغ، وهذه الآية منسوخة بالقتال.

وقوله تعالى: واتبع ما يوحى إليك الآية معناه: اتبع ما رسمه لك شرعك، وما أعلمك الله به من نصرته لك، واصبر على شقاء الرسالة وما ينالك في الله من الأذى، وقوله: حتى يحكم الله وعد للنبي صلى الله عليه وسلم بأن يغلبهم -كما وقع- تقتضيه قوة اللفظ. وهذا الصبر منسوخ بالقتال. وهذه السورة مكية، وقد تقدم ذكر هذا في أولها.

انتهى تفسير سورة يونس بعون الله وتوفيقه والحمد لله رب العالمين

التالي السابق


الخدمات العلمية