الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                      صفحة جزء
                                                                      4489 حدثنا الحسن بن علي حدثنا عثمان بن عمر حدثنا أسامة بن زيد عن الزهري عن عبد الرحمن بن أزهر قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم غداة الفتح وأنا غلام شاب يتخلل الناس يسأل عن منزل خالد بن الوليد فأتي بشارب فأمرهم فضربوه بما في أيديهم فمنهم من ضربه بالسوط ومنهم من ضربه بعصا ومنهم من ضربه بنعله وحثى رسول الله صلى الله عليه وسلم التراب فلما كان أبو بكر أتي بشارب فسألهم عن ضرب النبي صلى الله عليه وسلم الذي ضربه فحزروه أربعين فضرب أبو بكر أربعين فلما كان عمر كتب إليه خالد بن الوليد إن الناس قد انهمكوا في الشرب وتحاقروا الحد والعقوبة قال هم عندك فسلهم وعنده المهاجرون الأولون فسألهم فأجمعوا على أن يضرب ثمانين قال و قال علي إن الرجل إذا شرب افترى فأرى أن يجعله كحد الفرية قال أبو داود أدخل عقيل بن خالد بين الزهري وبين ابن الأزهر في هذا الحديث عبد الله بن عبد الرحمن بن الأزهر عن أبيه

                                                                      التالي السابق


                                                                      ( قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم إلخ ) : حديث الحسن بن علي إلى آخر قول أبي داود ليس من رواية اللؤلؤي ، ولذا لم يذكره المنذري في مختصره .

                                                                      وقال الحافظ في التلخيص : رواه أبو داود والنسائي من طرق والحاكم .

                                                                      وقال ابن أبي حاتم في العلل : سألت أبي عنه وأبا زرعة فقالا لم يسمعه الزهري من عبد الرحمن بن أزهر انتهى .

                                                                      [ ص: 153 ] وقال المزي في الأطراف : حديث عبد الرحمن بن الأزهر أخرجه أبو داود والنسائي في الحدود .

                                                                      فحديث الحسن بن علي في رواية أبي بكر بن داسة ولم يذكره أبو القاسم ، وحديث النسائي في رواية ابن الأحمر ولم يذكره أبو القاسم انتهى ( فحرزوه ) : أي حفظوه أربعين ، يقال أحرزت الشيء أحرزه إحرازا إذا حفظته وضممته وصنته عن الأخذ . كذا في النهاية ( كحد الفرية ) : أي كحد القذف ، وهو ثمانون سوطا .

                                                                      والفرية بكسر الفاء الاسم يقال افترى عليه كذبا أي اختلقه كذا في المصباح ( أدخل عقيل بن خالد إلخ ) : فصار الحديث متصلا .

                                                                      وعقيل بن خالد هذا بضم العين ثبت ثقة حجة روى عن الزهري وقاسم وسالم ، وعنه الليث ويحيى بن أيوب وثقه أحمد ، وقال أبو حاتم أثبت من معمر والله أعلم .




                                                                      الخدمات العلمية