الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
4303 - وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : جاءت فأرة تجر الفتيلة ، فألقتها بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على الخمرة التي كان قاعدا عليها ، فأحرقت منها مثل موضع الدرهم . فقال : " إذا نمتم فأطفئوا سرجكم ; فإن الشيطان يدل مثل هذه على هذا ; فيحرقكم " . رواه أبو داود .

وهذا الباب خال : عن الفصل الثالث

التالي السابق


4303 - ( وعن ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما - قال : جاءت فأرة ) : بالهمز ويبدل بل هو أشهر في الاستعمال وأكثر ( تجر الفتيلة ) : الجملة حال أو استئناف ( فألقتها ) : عطف على جاءت أي فرمت الفأرة الفتيلة المجرورة ( بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على الخمرة ) : بضم الخاء المعجمة وسكون الميم والراء ، وهي السجادة وهي الحصر الذي يسجد عليه سمي بها ; لأنها تخمر الأرض أي تسترها وتقي الوجه من التراب .

وفي الفائق : هي السجادة الصغيرة من الحصير ; لأنها مرملة مخمر خيوطها بسعفها ( التي كان قاعدا عليها ، فأحرقت ) : أي الفتيلة ، والمعنى نارها ( منها مثل موضع الدرهم . فقال : إذا نمتم ) : قيده بالنوم لحصول الغفلة به غالبا ، ويستفاد منه أنه متى وجدت الغفلة حصل النهي ( فأطفئوا سرجكم ; فإن الشيطان يدل مثل هذه ) : أي الفأرة ( على هذا ) : أي الفعل وهو جر الفتيلة ( فيحرقكم ) : أي الشيطان بسببها ، وحاصله كما قال تعالى : إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا ( رواه أبو داود ) .




الخدمات العلمية