الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
23 - ( 14 ) - قوله : روي { أنه صلى الله عليه وسلم قال لعائشة في المني : اغسليه رطبا ، وافركيه يابسا } ، قال ابن الجوزي في التحقيق : هذا الحديث لا يعرف بهذا السياق ، وإنما نقل أنها هي كانت تفعل ذلك . رواه الدارقطني ، وأبو عوانة في صحيحه ، وأبو بكر البزار ، كلهم من طريق الأوزاعي ، عن يحيى بن سعيد ، عن عمرة ، عن عائشة ، قالت : { كنت أفرك المني من ثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان يابسا ، وأغسله إذا كان رطبا }. وأعله البزار بالإرسال عن عمرة .

قلت : وقد ورد الأمر بفركه من طريق صحيحة ، رواه ابن الجارود في المنتقى عن محمد بن يحيى ، عن أبي حذيفة ، عن سفيان ، عن منصور ، عن إبراهيم ، عن همام بن الحارث ، قال : { كان عند عائشة ضيف فأجنب فجعل يغسل ما أصابه فقالت عائشة : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا بحته }. وهذا الحديث قد رواه مسلم من هذا الوجه ، بلفظ : { لقد رأيتني أحكه من ثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم يابسا بظفري }. ولم يذكر الأمر ، وأما الأمر بغسله فلا أصل له .

وقد روى البخاري من حديث سليمان بن يسار ، عن عائشة : { أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يغسل المني ، ثم يخرج إلى الصلاة في ذلك الثوب ، وأنا أنظر إلى أثر الغسل فيه }. لكن قال البزار : إنما روي غسل المني عن عائشة من وجه واحد ، رواه عمرو بن ميمون ، عن سليمان بن يسار ، عنها ، ولم يسمع [ ص: 51 ] من عائشة ، كذا قال ، وفي البخاري التصريح بسماعه له منها .

( فائدة ) : لم يذكر الرافعي الدليل على طهارة رطوبة فرج المرأة ، وقد روى ابن خزيمة في صحيحه من طريق عبد الرحمن بن القاسم ، عن أبيه ، عن عائشة ، قالت : تتخذ المرأة الخرقة ، فإذا فرغ زوجها ناولته ، فمسح عنه الأذى ، ومسحت عنها ، ثم صليا في ثوبيهما ، موقوف ، ومن طريق يحيى بن سعيد ، عن القاسم : سئلت عائشة عن الرجل يأتي أهله ، ثم يلبس الثوب فيعرق فيه ؟ فقالت : كانت المرأة تعد خرقة ، فإذا كان ; مسح بها الرجل الأذى عنه ، ولم ير أن ذلك ينجسه .

التالي السابق


الخدمات العلمية