الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
889 - ( 16 ) - حديث : " { أنه كان صلى الله عليه وسلم يقبل وهو صائم }. مسلم من حديث حفصة ، واتفقا عليه من حديث أم سلمة بلفظ : { أنه كان يقبلها وهو صائم }.

890 - ( 17 ) - حديث عائشة : أن { رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقبل بعض نسائه وهو صائم ، وكان أملككم لإربه }. متفق عليه وله عندهما ألفاظ ، وفي رواية لأبي داود : { كان يقبلني وهو صائم ، ويمص لساني وهو صائم }. وفي إسناده أبو يحيى المعرقب وهو ضعيف ، وقد وثقه العجلي ، قال ابن الأعرابي : بلغني عن أبي داود أنه قال : هذه الرواية ليست بصحيحة ، ولابن حبان في صحيحه عنها : كان يقبل بعض نسائه وهو صائم في الفريضة والتطوع . ثم ساق بإسناده أنه صلى الله عليه وسلم كان لا يمس شيئا من وجهها وهي صائمة [ ص: 373 ] ثم ساق بإسناده وقال : ليس بين الخبرين تضاد ، لأنه صلى الله عليه وسلم كان يملك إربه . ونبه بفعله ذلك على جواز هذا الفعل لمن هو بمثل حاله ، وترك استعماله إذ كانت المرأة صائمة ، علما منه بما ركب في النساء من الضعف .

( تنبيه ) :

قوله : لإربه هو بكسر الهمزة وإسكان الراء ومعناه لعضوه وروي بفتحهما معناه لحاجته ، وفي رواية للبخاري : " إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليقبل بعض أزواجه وهو صائم ، ثم ضحكت ، قيل : ضحكت تعجبا من نفسها حيث ذكرت هذا " . الحديث الذي يستحيي من ذكره ، ولكن غلب عليها تقديم مصلحة التبليغ ، وقيل : ضحكت سرورا بذكر مكانها منه صلى الله عليه وسلم وقيل : أرادت أن تنبه بذلك على أنها صاحبة القصة . وفي الباب عن أبي هريرة أخرجه أبو داود من طريق الأغر ، عنه : أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم ، عن المباشرة للصائم فرخص له ، وأتاه آخر فسأله فنهاه ، فإذا الذي رخص له شيخ ، والذي نهاه شاب . وأخرجه ابن ماجه من حديث ابن عباس ولم يصرح برفعه ، والبيهقي من حديث ثمامة مرفوعا .

التالي السابق


الخدمات العلمية