الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
فصل

المشهد الرابع : مشهد الرضا وهو فوق مشهد العفو والصفح وهذا لا يكون إلا للنفوس المطمئنة ، سيما إن كان ما أصيبت به سببه القيام لله . فإذا كان ما أصيب به [ ص: 304 ] في الله ، وفي مرضاته ومحبته : رضيت بما نالها في الله . وهذا شأن كل محب صادق ، يرضى بما يناله في رضا محبوبه من المكاره . ومتى تسخط به وتشكى منه ، كان ذلك دليلا على كذبه في محبته . والواقع شاهد بذلك ، والمحب الصادق كما قيل :


من أجلك جعلت خدي أرضا للشامت والحسود حتى ترضى

ومن لم يرض بما يصيبه في سبيل محبوبه ، فلينزل عن درجة المحبة . وليتأخر فليس من ذا الشأن .

التالي السابق


الخدمات العلمية