الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              صفحة جزء
              حدثنا عبد الله بن محمد ، ثنا محمد بن شبل ، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، ثنا حسين بن علي ، عن عبيد بن عبد الملك ، قال : كان عمر بن عبد العزيز يقول : " اللهم أصلح من كان في صلاحه صلاح لأمة محمد ، اللهم أهلك من كان في هلاكه صلاح لأمة محمد صلى الله عليه وسلم " قال : وأخبرني من رأى عمر بن عبد العزيز واقفا بعرفة وهو يدعو ويقول بأصبعه هكذا - يعني يشير بها - ويقول : اللهم زد أمة محمد إحسانا ، وراجع مسيئهم إلى التوبة ، ثم يقول هكذا يشير بأصبعه : اللهم وحط من ورائهم برحمتك " .

              حدثنا عبد الله بن محمد ، ثنا محمد بن شبل ، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، ثنا وكيع ، عن عبيد الله بن موهب ، عن صالح بن سعيد المؤذن قال : بينا أنا وعمر بن عبد العزيز بالسويداء ، فأذنت للعشاء الآخرة ، فصلى ثم دخل القصر ، فقلما لبث أن خرج فصلى ركعتين خفيفتين ، ثم جلس فاحتبى فاستفتح الأنفال ، فما زال يرددها ويقرأ ، كلما مر بآية تخويف تضرع ، وكلما مر بآية رحمة دعا ، حتى أذنت للفجر .

              حدثنا عبد الله بن محمد ، ثنا محمد بن شبل ، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، ثنا عبد الله بن نمير ، عن طلحة بن يحيى ، قال : كنت جالسا عند عمر بن عبد العزيز ، فدخل عليه عبد الأعلى بن هلال ، فقال : أبقاك الله يا أمير المؤمنين ما دام البقاء خيرا لك ، قال : قد فرغ من ذاك يا أبا النضر ، ولكن قل : " أحياك الله حياة طيبة وتوفاك من الأبرار .

              حدثنا عبد الله بن محمد ، ثنا محمد بن شبل ، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، ثنا الفضل بن دكين قال : ذكر أبو إسرائيل عمر بن [ ص: 325 ] عبد العزيز فقال : حدثني علي بن بذيمة قال : رأيته بالمدينة وهو أحسن الناس لباسا ، وأطيب الناس ريحا وهو أخيل الناس في مشيته ، ثم رأيته بعد يمشي مشية الرهبان ، فمن حدثك أن المشية سجية بعد عمر فلا تصدقه .

              حدثنا عبد الله بن محمد ، ثنا محمد بن شبل ، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، ثنا سعيد بن عامر ، عن غيلان بن ميسرة ، أن رجلا أتى عمر بن عبد العزيز فقال : زرعت زرعا فمر به جيش من أهل الشام فأفسده ، فعوضه عشرة آلاف درهم .

              حدثنا أحمد بن جعفر ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال : حدثني أبي ، ثنا الحكم بن نافع ، عن إسماعيل بن عياش ، عن سالم بن عبد الله قال : سمعت ميمون بن مهران ، يقول : قال عمر بن عبد العزيز لجلسائه : أخبروني بأحمق الناس ؟ قالوا : رجل باع آخرته بدنياه ، فقال عمر : ألا أنبئكم بأحمق منه ؟ قالوا : بلى ، قال : رجل باع آخرته بدنيا غيره .

              حدثنا أحمد ، ثنا عبد الله ، حدثني أبي ، ثنا أبو المغيرة ، ثنا بشر بن عبد الله بن يسار السلمي ، قال : خطب عمر الناس ، فقال : أيها الناس ، لا يبعدن عليكم ، ولا يطولن يوم القيامة ، فإنه من وافته منيته فقد قامت عليه قيامته ، لا يستطيع أن يزيد في حسن ، ولا يعتب من سيئ ، ألا لا سلامة لامرئ في خلاف السنة ، ولا طاعة لمخلوق في معصية الله ، ألا وإنكم تسمون الهارب من ظلم إمامه العاصي ، ألا وإن أولاهما بالمعصية الإمام الظالم .

              حدثنا أحمد ، ثنا عبد الله ، حدثني أبي ، ثنا أبو المغيرة ، ثنا بشر بن عبد الله بن بشار ، أن عمر قال : " احذر المراء ، فإنه لا تؤمن فتنته ، ولا تفهم حكمته " .

              حدثنا أبو حامد بن جبلة ، ثنا محمد بن إسحاق ، ثنا محمد بن الصباح ، ثنا عبد الله بن رجاء ، عن هشام بن حسان ، قال : قال عمر : لو أن الأمم تخابثت يوم القيامة فأخرجت كل أمة خبيثها ، ثم أخرجنا الحجاج لغلبناهم .

              التالي السابق


              الخدمات العلمية