الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 119 ) مسألة : قال : إلا أن يكون صائما ، فيمسك من وقت صلاة الظهر إلى أن تغرب الشمس . قال ابن عقيل لا يختلف المذهب أنه لا يستحب للصائم السواك بعد الزوال ، وهل يكره ؟ على روايتين : إحداهما يكره ، وهو قول الشافعي ، وإسحاق وأبي ثور وروي ذلك عن عمر وعطاء ومجاهد لما روي عن عمر رضي الله عنه أنه قال : يستاك ما بينه وبين الظهر ، ولا يستاك بعد ذلك . ولأن السواك إنما استحب لإزالة رائحة الفم ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : { لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك } . قال الترمذي : هذا حديث حسن . وإزالة المستطاب مكروه ، كدم الشهداء وشعث الإحرام .

                                                                                                                                            والثانية لا يكره ، ورخص فيه غدوة وعشيا النخعي وابن سيرين وعروة ومالك وأصحاب الرأي . وروي ذلك عن عمر ، وابن عباس ، وعائشة ، رضي الله عنهم ، لعموم الأحاديث المروية في السواك ، وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : { من خير خصال الصائم السواك } . رواه ابن ماجه . وقال عامر بن ربيعة : { رأيت النبي صلى الله عليه وسلم ما لا أحصي يتسوك وهو صائم . } قال الترمذي : هذا حديث حسن .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية