الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 5942 ) فصل : ومتى علق الطلاق على صفات ، فاجتمعن في شيء واحد ، وقع بكل صفة ما علق عليها ، كما لو وجدت مفترقة ، وكذلك العتاق ، فلو قال لامرأته : إن كلمت رجلا فأنت طالق ، وإن كلمت طويلا فأنت طالق ، وإن كلمت أسود فأنت طالق . فكلمت رجلا أسود طويلا ، طلقت ثلاثا . وإن قال : إن ولدت بنتا فأنت طالق ، وإن ولدت سوداء فأنت طالق ، وإن ولدت ولدا فأنت طالق . فولدت بنتا سوداء ، طلقت ثلاثا . وإن قال : إن أكلت رمانة فأنت طالق ، وإن أكلت نصف رمانة فأنت طالق . فأكلت رمانة ، طلقت اثنتين . وإن قال : كلما أكلت رمانة فأنت طالق ، وكلما أكلت نصف رمانة فأنت طالق . فأكلت رمانة ، طلقت ثلاثا ; لأن كلما تقتضي التكرار ، وفي الرمانة نصفان ، فتطلق بأكلهما طلقتين ، وبأكل الرمانة طلقة . فإن نوى بقوله : نصف رمانة . نصفا مفردا عن الرمانة المشروطة ، أو كانت مع الكلام قرينة تقتضي ذلك ، لم يحنث حتى تأكل ما نوى تعليق الطلاق به ; لأن مبنى الأيمان على النية .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية