الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 851 ) فصل : وإذا نام في منزل في السفر ، فاستيقظ بعد خروج وقت الصلاة ، فالمستحب . له أن ينتقل عن ذلك المنزل ، فيصلي في غيره . نص عليه أحمد ; لما روى أبو هريرة ، قال { : عرسنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم نستيقظ حتى طلعت الشمس ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ليأخذ كل رجل منكم برأس راحلته ، فإن هذا منزل حضر فيه الشيطان . قال ففعلنا . ثم دعا بالماء فتوضأ ، ثم سجد سجدتين ، ثم أقيمت الصلاة ، فصلى الغداة } . وروى نحوه أبو قتادة ، وعمران بن حصين . متفق عليها . ويستحب أن يقضي ركعتي الفجر قبل الفريضة ; لما تقدم من الحديث .

                                                                                                                                            فإن أراد التطوع بصلاة أخرى ، كره له ذلك ، وكذلك حكم الصوم ، لا يتطوع به وعليه فريضة ، فإن فعل صح تطوعه ; بدليل حديث ابن عمر في الذي ينسى فريضة فلا يذكرها إلا وراء الإمام ، فإنه يتممها ، فحكم له بصحتها . فأما السنن الرواتب ، فلا يكره قضاؤها قبل الفرائض ، كما ذكرنا في ركعتي الفجر .

                                                                                                                                            ( 852 ) فصل : فإن أخر الصلاة لنوم أو غيره حتى خاف خروج الوقت إن تشاغل بركعتي الفجر ، فإنه يبدأ بالفرض ، ويؤخر الركعتين .

                                                                                                                                            نص عليه أحمد في رواية جماعة ، منهم : أبو الحارث ، نقل عنه ، إذا انتبه قبل طلوع الشمس ، وخاف أن تطلع الشمس بدأ بالفريضة ; فإنه إذا قدمت الحاضرة على الفائتة ، مع الإخلال بالترتيب الواجب مراعاة لوقت الحاضرة ، فتقديمها على السنة أولى . وهكذا إن استيقظ لا يدري أطلعت الشمس ، أو لا ، بدأ بالفريضة أيضا ، نص عليه أحمد ; لأن الأصل بقاء الوقت ، وإمكان الإتيان بالفريضة فيه .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية