الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                      ( فصل وإن أجج نارا في موات أو أججها في ملكه ) بأن أوقد النار حتى صارت تلتهب في داره أو على سطحه ( أو سقى أرضه ) لشجر أو زرع بها أو ليزرعها ( فتعدى ) ما ذكر من النار والماء ( إلى ملك غيره فأتلفه ) أي : أتلف المتعدي من النار أو الماء ملك غيره ( لم يضمن ) الفاعل ; لأن ذلك ليس من فعله ولا تعديه ولا تفريطه وسئل أحمد : أوقد نارا في السفينة ؟ فقال : لا بد له من [ ص: 121 ] أن يطبخ وكأنه لم يرد عليه ( إذا كان ) التأجيج أو السقي ( ما ) أي : شيئا ( جرت به العادة بلا إفراط ولا تفريط فإن فرط ) بأن ترك النار مؤججة والماء مفتوحا ونام فحصل التلف بذلك وهو نائم ضمن لتفريطه ( أو فرط بأن أجج نارا تسري في العادة لكثرتها أو ) أججها ( في ريح شديدة تحملها ) إلى ملك غيره ضمن لتعديه وكذا لو أججها قرب زرب أو حصيد ذكره الحارثي و ( لا ) يضمن إن تعدت ( بطريانها ) أي : الريح بعد أن لم تكن لعدم تفريطه قال في عيون المسائل : لو أججها على سطح دار فهبت الريح فأطار الشرر لم يضمن ; لأنه في ملكه ولم يفرط وهبوب الريح ليس من فعله .

                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                      الخدمات العلمية