الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
( قال : ) والسعوط والوجور يثبت الحرمة ; لأنه مما يتغذى به الصبي ، فإن السعوط يصل إلى الدماغ فيتقوى به ، والوجور يصل إلى الجوف [ ص: 135 ] فيحصل به إنبات اللحم وإنشاز العظم ، فأما الإقطار في الأذن لا يوجب الحرمة ; لأن الظاهر أنه لا يصل إلى الدماغ لضيق ذلك الثقب ، وكذلك الإقطار في الإحليل ، فإن أكثر ما فيه أنه يصل إلى المثانة ، فلا يتغذى به الصبي عادة ، وكذلك الحقنة في ظاهر الرواية إلا في رواية عن محمد رحمه الله تعالى قال : إذا احتقن صبي بلبن امرأة تثبت به الحرمة ; لأن ذلك يصل إلى الجوف ، ألا ترى أنه يفسد به الصوم ، ولكنا نقول : ليس الموجب للحرمة عين الوصول إلى الجوف بل حصول معنى الغذاء ليثبت به شبهة البعضية ، وذلك إنما يحصل من الأعالي لا من الأسافل ثم بين من يحرم بسبب الرضاعة ، والحاصل فيه ما بينا أنه بمنزلة النسب ، فكما أن الحرمة الثابتة بالنسب في حق الأمهات والبنات تتعدى إلى الجدات والنوافل والعمات والخالات فكذلك بسبب الرضاع .

التالي السابق


الخدمات العلمية