الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        قل أتعبدون من دون الله ما لا يملك لكم ضرا ولا نفعا والله هو السميع العليم قل يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم غير الحق ولا تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون ترى كثيرا منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدمت لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكن كثيرا منهم فاسقون لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق يقولون ربنا آمنا فاكتبنا مع الشاهدين وما لنا لا نؤمن بالله وما جاءنا من الحق ونطمع أن يدخلنا [ ص: 58 ] ربنا مع القوم الصالحين فأثابهم الله بما قالوا جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك جزاء المحسنين والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب الجحيم

                                                                                                                                                                                                                                        قوله تعالى: لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا يعني عبدة الأوثان من العرب ، تمالأ الفريقان على عداوة النبي صلى الله عليه وسلم. ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ليس هذا على العموم ، وإنما هو خاص ، وفيه قولان: أحدهما: عنى بذلك النجاشي وأصحابه لما أسلموا ، قاله ابن عباس ، وسعيد بن جبير . والثاني: أنهم قوم من النصارى كانوا على الحق متمسكين بشريعة عيسى عليه السلام ، فلما بعث محمد صلى الله عليه وسلم آمنوا به ، قاله قتادة . ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا واحد القسيسين قس ، من قس وهم العباد. وواحد الرهبان راهب ، وهم الزهاد. وأنهم لا يستكبرون يعني عن الإذعان للحق إذا لزم ، وللحجة إذا قامت. وفي قوله تعالى: فاكتبنا مع الشاهدين وجهان: أحدهما: مع أمة محمد صلى الله عليه وسلم الذين يشهدون بالحق ، كما قال تعالى: لتكونوا شهداء على الناس [البقرة: 143] ، قاله ابن عباس ، وابن جريج . والثاني: يعني الذين يشهدون بالإيمان ، قاله الحسن .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية