الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        قال ادخلوا في أمم قد خلت من قبلكم من الجن والإنس في النار كلما دخلت أمة لعنت أختها حتى إذا اداركوا فيها جميعا قالت أخراهم لأولاهم ربنا هؤلاء أضلونا فآتهم عذابا ضعفا من النار قال لكل ضعف ولكن لا وقالت أولاهم لأخراهم فما كان لكم علينا من فضل فذوقوا العذاب بما كنتم تكسبون

                                                                                                                                                                                                                                        قوله عز وجل: حتى إذا اداركوا فيها جميعا يعني في النار أدرك بعضهم بعضا حتى استكملوا فيها. [ ص: 222 ] قالت أخراهم لأولاهم يعني الأتباع للقادة لأنهم بالاتباع لهم متأخرون عنهم ، وكذلك في دخول النار تقدم القادة على الأتباع. ربنا هؤلاء أضلونا فآتهم عذابا ضعفا من النار يريد بأحد الضعفين عذابهم على الكفر ، وبالآخر عذابهم على الإغواء. ويحتمل هذا القول من الأتباع وجهين: أحدهما: تخفيف العذاب عنهم. والثاني: الانتقام من القادة بمضاعفة العذاب عليهم. فأجابهم الله قال: لكل ضعف يعني أنه وإن كان للقادة ضعف العذاب ، لأن أحدهما بالكفر ، والآخر بالإغواء ، فلكم أيها الأتباع ضعف العذاب ، وهذا قول الجمهور ، وإن ضعف الشيء زيادة مثله. وفيه وجه ثان: قاله مجاهد : أن الضعف من أسماء العذاب.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية