الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        فاستقم كما أمرت ومن تاب معك ولا تطغوا إنه بما تعملون بصير ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون

                                                                                                                                                                                                                                        قوله عز وجل: ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فيه أربعة تأويلات: [ ص: 508 ] أحدها: لا تميلوا ، قاله ابن عباس .

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني: لا تدنوا ، قاله سفيان .

                                                                                                                                                                                                                                        الثالث: لا ترضوا أعمالهم ، قاله أبو العالية .

                                                                                                                                                                                                                                        الرابع: لا تدهنوا لهم في القول وهو أن يوافقهم في السر ولا ينكر عليهم في الجهر. ومنه قوله تعالى: ودوا لو تدهن فيدهنون [القلم: 9] ، قاله عبد الرحمن بن زيد . فتمسكم النار يحتمل وجهين: أحدهما: فيمسكم عذاب النار لركونكم إليهم.

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني: فيتعدى إليكم ظلمهم كما تتعدى النار إلى إحراق ما جاورها ، ويكون ذكر النار على هذا الوجه استعارة وتشبيها ، وعلى الوجه الأول خبرا ووعيدا.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية