الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        لا تجعل مع الله إلها آخر فتقعد مذموما مخذولا وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا

                                                                                                                                                                                                                                        قوله عز وجل: وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه معناه وأمر ربك ، قاله ابن عباس والحسن وقتادة. وكان ابن مسعود وأبي بن كعب يقرآن (ووصى ربك) قاله الضحاك ، وكانت في المصحف: ووصى ربك لكن ألصق الكاتب الواو فصارت وقضى ربك

                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 238 ] وبالوالدين إحسانا معناه ووصى بالوالدين إحسانا ، يعني أن يحسن إليهما بالبر بهما في الفعل والقول. إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فيه وجهان: أحدهما: يبلغن كبرك وكمال عقلك.

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني: يبلغان كبرهما بالضعف والهرم. فلا تقل لهما أف يعني حين ترى منهما الأذى وتميط عنهما الخلا ، وتزيل عنهما القذى فلا تضجر ، كما كانا يميطانه عنك وأنت صغير من غير ضجر. وفي تأويل : أف ثلاثة أوجه: أحدها: أنه كل ما غلظ من الكلام وقبح ، قاله مقاتل.

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني: أنه استقذار الشيء وتغير الرائحة ، قاله الكلبي.

                                                                                                                                                                                                                                        الثالث: أنها كلمة تدل على التبرم والضجر ، خرجت مخرج الأصوات المحكية. والعرب تقول أف وتف ، فالأف وسخ الأظفار ، والتف ما رفعته من الأرض بيدك من شيء حقير. وقل لهما قولا كريما فيه وجهان: أحدهما: لينا. والآخر: حسنا. قال ابن عباس: نزلت هذه الآية والآية التي بعدها في سعد بن أبي وقاص.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية