الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        قل لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول لكم إني ملك إن أتبع إلا ما يوحى إلي قل هل يستوي الأعمى والبصير أفلا تتفكرون وأنذر به الذين يخافون أن يحشروا إلى ربهم ليس لهم من دونه ولي ولا شفيع لعلهم يتقون

                                                                                                                                                                                                                                        قل لا أقول لكم عندي خزائن الله مقدوراته أو خزائن رزقه. ولا أعلم الغيب ما لم يوح إلي ولم ينصب عليه دليل وهو من جملة المقول. ولا أقول لكم إني ملك أي من جنس الملائكة، أو أقدر على ما يقدرون عليه. إن أتبع إلا ما يوحى إلي تبرأ عن دعوى الألوهية والملكية، وادعى النبوة التي هي من كمالات البشر ردا لاستبعادهم دعواه وجزمهم على فساد مدعاه. قل هل يستوي الأعمى والبصير مثل للضال والمهتدي، أو الجاهل والعالم، أو مدعي المستحيل كالألوهية والملكية ومدعي المستقيم كالنبوة.

                                                                                                                                                                                                                                        أفلا تتفكرون فتهتدوا أو فتميزوا بين ادعاء الحق والباطل، أو فتعلموا أن اتباع الوحي مما لا محيص عنه.

                                                                                                                                                                                                                                        وأنذر به الضمير لما يوحى إلي. الذين يخافون أن يحشروا إلى ربهم هم المؤمنون المفرطون في العمل، أو المجوزون للحشر مؤمنا كان أو كافرا مقرا به أو مترددا فيه، فإن الإنذار ينجع فيهم دون الفارغين الجازمين باستحالته. ليس لهم من دونه ولي ولا شفيع في موضع الحال من يحشروا فإن المخوف هو الحشر على هذه الحالة. لعلهم يتقون لكي يتقوا.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية