الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم أن تبروا وتتقوا وتصلحوا بين الناس والله سميع عليم

                                                                                                                                                                                                                                      224 - ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم العرضة فعلة بمعنى مفعول، كالقبضة، وهي اسم ما تعرضه دون الشيء من عرض العود على الإناء، فيتعرض دونه، ويصير حاجزا ومانعا منه، تقول: فلان عرضة دون الخير، وكان الرجل يحلف على بعض الخيرات من صلة رحم، أو إصلاح ذات بين، أو إحسان إلى أحد، أو عبادة، ثم يقول: أخاف الله أن أحنث في يميني، فيترك البر إرادة البر في يمينه، فقيل لهم: ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم [ ص: 187 ] أي: حاجزا لما حلفتم عليه. وسمي المحلوف عليه يمينا بتلبسه باليمين، كقوله صلى الله عليه وسلم: "من حلف على يمين فرأى غيرها خيرا منها [فليكفر عن يمينه]". وقوله: أن تبروا وتتقوا وتصلحوا بين الناس عطف بيان لأيمانكم، أي: للأمور المحلوف عليها التي هي: البر، والتقوى، والإصلاح بين الناس. واللام تتعلق بالفعل، أي: ولا تجعلوا الله لأيمانكم برزخا، ويجوز أن تكون اللام للتعليل، ويتعلق أن تبروا بالفعل، أو بالعرضة، أي: ولا تجعلوا الله لأجل أيمانكم به عرضة; لأن تبروا والله سميع لأيمانكم عليم بنياتكم.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية