الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون

                                                                                                                                                                                                                                      ثم قرر ذلك بيان ما فيهما من المفاسد الدنيوية والدينية المقتضية للتحريم ، فقيل : إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر وهو إشارة إلى مفاسدهما الدنيوية .

                                                                                                                                                                                                                                      ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة إشارة إلى مفاسدهما الدينية ، وتخصيصهما بإعادة الذكر وشرح ما فيهما من الوبال ; للتنبيه على أن المقصود بيان حالهما ، وذكر الأصنام والأزلام للدلالة على أنهما مثلهما في الحرمة والشرارة ; لقوله صلى الله عليه وسلم : " شارب الخمر كعابد الوثن " .

                                                                                                                                                                                                                                      وتخصيص الصلاة بالإفراد مع دخولها في الذكر للتعظيم ، والإشعار بأن الصاد عنها كالصاد عن الإيمان لما أنها عماده .

                                                                                                                                                                                                                                      ثم أعيد الحث على الانتهاء بصيغة الاستفهام مرتبا على ما تقدم من أصناف الصوارف ، فقيل : فهل أنتم منتهون إيذانا بأن الأمر في الزجر والتحذير ، وكشف ما فيهما من المفاسد والشرور قد بلغ الغاية ، وأن الأعذار قد انقطعت بالكلية .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية