الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  5686 باب حسن الخلق والسخاء وما يكره من البخل

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  أي: هذا باب في بيان حسن الخلق، وفي بيان السخاء، وفي بيان ما يكره من البخل. و"الخلق" بالضم وسكون اللام وبضمها. قال الراغب: الخلق والخلق؛ يعني بالضم والفتح في الأصل بمعنى واحد؛ كالشرب والشرب; لكن خص الخلق الذي بالفتح بالهيآت والصور المدركة بالبصر، وخص الخلق الذي بالضم بالقوى والسجايا المدركة بالبصيرة. وأما "السخاء"؛ فهو إعطاء ما ينبغي لمن ينبغي، وبذل ما يقتنى بغير عوض، وهو من جملة محاسن الأخلاق، بل هو من أعظمها. وأما البخل؛ فهو ضده، وليس من صفات الأنبياء ولا أجلة الفضلاء، وقيل: البخل منع ما يطلب مما يقتنى، وشره ما كان طالبه مستحقا ولا سيما إذا كان من غير مال المسؤول. فإن قلت: ما معنى قوله: " وما يكره من البخل" وزاد فيه لفظ: "ما يكره"، قلت: كأنه أشار بهذا إلى أن بعض ما يجوز إطلاق اسم البخل عليه قد لا يكون مذموما.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية