الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
9458 - نهى عن جلود السباع (ك) عن والد أبي المليح - (صح)

التالي السابق


(نهى عن جلود السباع) أن تفرش كما صرح به في رواية الترمذي ، يعني ويجلس عليها، والنهي للسرف والخيلاء، أو لأن افتراشها دأب الجبابرة وسجية المترفين، أو لنجاسة ما عليها من الشعر، والشعر ينجس بالموت ولا يطهر بالدباغ عند الشافعية، وخبث الملبس يكسب القلب هيئة خبيثة، كما أن خبث المطعم يكسبه ذلك، فإن الملابسة الظاهرة تسري إلى الباطن، ومن ثم حرم على الذكر لبس الحرير والذهب، لما يكسب القلب من الهيئة التي تكون لمن ذلك لبسه من نساء وأهل الفخر والخيلاء، وفيه أنه يحرم الجلوس على جلد كسبع ونمر وفهد، أي به شعر، وإن جعل على الأرض على الأوجه، لكونه من شأن المتكبرين كما تقرر

(ك عن والد أبي المليح ) بفتح الميم وكسر اللام وآخره حاء مهملة: عامر بن أسامة، وظاهر عدول المصنف للحاكم واقتصاره عليه أنه لم يخرج في شيء من دواوين الإسلام الستة، وهو ذهول، فقد خرجه عنه أيضا أبو داود في اللباس، والنسائي في الذبائح، والترمذي وزاد: "أن تفرش" كما تقرر، وليست هي في رواية غيره، ورواه الترمذي أيضا مرسلا وقال: المرسل أصح، قال المناوي: فتلخص أن إرسال هذا الحديث أصح من إسناده.



الخدمات العلمية