الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
563 379 - (562) - (1 \ 75 - 76) عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، قال: وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم بعرفة فقال: " هذا الموقف، وعرفة كلها موقف " وأفاض حين غابت الشمس، ثم أردف أسامة، فجعل يعنق على بعيره، والناس يضربون يمينا وشمالا، يلتفت إليهم ويقول: " السكينة أيها الناس " ثم أتى جمعا فصلى بهم الصلاتين: المغرب والعشاء، ثم بات حتى أصبح، ثم أتى قزح، فوقف على قزح، فقال: " هذا الموقف، وجمع كلها موقف " ثم سار حتى أتى محسرا فوقف عليه فقرع ناقته، فخبت حتى جاز الوادي، ثم حبسها، ثم أردف الفضل، وسار حتى أتى الجمرة فرماها، ثم أتى المنحر، فقال: " هذا المنحر، ومنى كلها منحر ".

[ ص: 297 ] قال: واستفتته جارية شابة من خثعم فقالت: إن أبي شيخ كبير قد أفند وقد أدركته فريضة الله في الحج، فهل يجزئ عنه أن أؤدي عنه؟ قال: " نعم، فأدي عن أبيك " قال: وقد لوى عنق الفضل، فقال له العباس: يا رسول الله، لم لويت عنق ابن عمك؟ قال: " رأيت شابا وشابة فلم آمن الشيطان عليهما".

قال: ثم جاءه رجل، فقال: يا رسول الله، حلقت قبل أن أنحر قال: " انحر ولا حرج ".

ثم أتاه آخر، فقال: يا رسول الله، إني أفضت قبل أن أحلق، قال: " احلق أو قصر ولا حرج " ثم أتى البيت فطاف به، ثم أتى زمزم، فقال: " يا بني عبد المطلب، سقايتكم، ولولا أن يغلبكم الناس عليها لنزعت بها ".


التالي السابق


* قوله: "فجعل يعنق" : من أعنق، والعنق - بفتحتين - : نوع من السير.

* "يمينا وشمالا" : - نصب على الظرفية - .

* "السكينة" : - بالنصب - ; أي: خذوا السكينة.

* "فقرع" : من قرع رأسه بالعصا: ضربه، من باب: منع.

* "فخبت" : - بتشديد الباء الموحدة - ; أي: أسرعت.

* "ثم حبسها" : أي: منعها من الإسراع.

* "من خثعم" - بفتح معجمة وسكون مثلثة ففتح مهملة غير منصرف; للعلمية ووزن الفعل أو التأنيث; لكونه اسم قبيلة.

* "قد أفند" : على بناء المفعول; أي: أفنده الكبر; أي: ضعف رأيه وأخل عقله.

* "وقد أدركته" : أي: في تلك الحالة، كما جاء به الأحاديث، فيفيد أن افتراض الحج لا يشترط له القدرة على السفر، وقد قرر صلى الله عليه وسلم ذلك، فهو يؤيد أن الاستطاعة المعتبرة في افتراض الحج ليست بالبدن، وإنما هي بالزاد والراحلة.

* "وقد لوى" : مخفف; أي: صرف.

[ ص: 298 ] * "ولا حرج" : أي: لا إثم، ولا دم، ومن أوجب الدم، حمله على نفي الإثم فقط، واعتذر بأنه رفع الإثم; لكونه فعل ذلك خطأ.

* "سقايتكم" : - بالنصب - ; أي: الزموها.

* "بها" : أي: بالدلو.

* * *




الخدمات العلمية