الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              تنبيهات :

                                                                                                                                                                                                                              الأول :

                                                                                                                                                                                                                              قال في (زاد المعاد) : حلف رسول الله صلى الله عليه وسلم في أكثر من ثمانين موضعا ، وأمره الله تعالى بالحلف في ثلاثة مواضع ، فقال تعالى : ويستنبئونك أحق هو قل إي وربي إنه لحق [يونس : 53] وقال تبارك وتعالى : وقال الذين كفروا لا تأتينا الساعة قل بلى وربي لتأتينكم [سبأ : 3] ، وقال عز وجل : زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا قل بلى وربي لتبعثن ثم لتنبؤن بما عملتم وذلك على الله يسير [التغابن : 7] ، وكان صلى الله عليه وسلم يستثني في يمينه تارة ، ويكفرها تارة ، ويمضي فيها تارة .

                                                                                                                                                                                                                              الثاني : روى أبو داود في قصة الأعرابي ، قال صلى الله عليه وسلم : «أفلح وأبيه إن صدق» قال العلماء : قال السهيلي -رحمه الله- : رب كلمة ترك أصلها ، واستعملت كالمثل فيما وضعت له ، كما إذا جاءوا بلفظ القسم إذا أرادوا تعجبا واستعظاما لأمر ، ومحال أن يقصد صلى الله عليه وسلم القسم بغير الله [ ص: 98 ] تعالى ، ولا سيما برجل مات على الكفر ، وإنما هو تعجب من قول الأعرابي ، والمتعجب منه مستعظم ، ولفظ القسم في أصل وضعه لما يعظم ، فاتسع في اللفظة حتى قيل على هذا الوجه ، وقال الشاعر :


                                                                                                                                                                                                                              فإن تك ليلى استودعتني أمانة فلا وأبي أعدائها لا أخونها



                                                                                                                                                                                                                              لم يرد أن يقسم بأبي أعدائها ، ولكنه ضرب من التعجب ، قال : وقد ذهب إليه أكثر شراح الحديث .

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية