الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
[ ص: 608 ] خلافة المتقي لله

[329 - 333 هـ]

أبو إسحاق إبراهيم بن المقتدر بن المعتضد بن طلحة بن المتوكل .

بويع له بالخلافة بعد موت أخيه الراضي، وهو ابن أربع وثلاثين سنة، وأمه: أمة، اسمها: خلوب، وقيل: زهرة، ولم يغير شيئا قط، ولا تسرى على جاريته التي كانت له.

وكان كثير الصوم والتعبد، لم يشرب نبيذا قط، وكان يقول: لا أريد نديما غير المصحف، ولم يكن له سوى الاسم، والتدبير لأبي عبد الله أحمد بن علي الكوفي كاتب بجكم.

وفي هذه السنة من ولايته: سقطت القبة الخضراء بمدينة المنصور، وكانت تاج بغداد، ومأثرة بني العباس، وهي من بناء المنصور، ارتفاعها: ثمانون ذراعا، وتحتها إيوان، طوله: عشرون ذراعا في عشرين ذراعا، وعليها تمثال فارس بيده رمح، فإذا استقبل بوجهه... علم أن خارجيا يظهر من تلك الجهة، فسقط رأس هذه القبة في ليلة ذات مطر ورعد.

وفي هذه السنة: قتل بجكم التركي، فولي إمرة الأمراء مكانه تورتكين الديلمي، وأخذ المتقي حواصل بجكم التي كانت ببغداد، وهي زيادة على ألف ألف دينار.

[ ص: 609 ] ثم في العام: ظهر ابن رائق، فقاتل تورتكين ببغداد، فهزم تورتكين واختفى، وولي ابن رائق إمرة الأمراء مكانه.

وفي سنة ثلاثين: كان الغلاء ببغداد، فبلغ الكر الحنطة ثلاثمائة وستة عشر دينارا، واشتد القحط، وأكلوا الميتات، وكان قحطا لم ير ببغداد مثله أبدا.

التالي السابق


الخدمات العلمية