الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                              الآية السابعة قوله تعالى : { وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه وقالوا لنا أعمالنا ولكم أعمالكم سلام عليكم لا نبتغي الجاهلين } .

                                                                                                                                                                                                              فيها مسألتان : المسألة الأولى : في المراد بذلك : أربعة أقوال : الأول : أنهم قوم من اليهود أسلموا ، فكان اليهود يلقونهم بالسب والشتم ، فيعرضون عنهم ; قاله مجاهد .

                                                                                                                                                                                                              الثاني : قوم من اليهود أسلموا ، فكانوا إذا سمعوا ما غيره اليهود من التوراة وبدلوه من نعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وصفته أعرضوا عنه ، وذكروا الحق .

                                                                                                                                                                                                              الثالث : أنهم المسلمون إذا سمعوا الباطل لم يلتفتوا إليه .

                                                                                                                                                                                                              الرابع : أنهم أناس من أهل الكتاب لم يكونوا يهودا ولا نصارى ، وكانوا على دين [ ص: 512 ] الله ، وكانوا ينتظرون بعث محمد صلى الله عليه وسلم فلما سمعوا به بمكة قصدوه ، فعرض عليهم القرآن ، فأسلموا ; فكان الكفار من قريش يقولون لهم : أف لكم من قوم اتبعتم غلاما كرهه قومه ، وهم أعلم به منكم .

                                                                                                                                                                                                              المسألة الثانية : { وقالوا لنا أعمالنا ولكم أعمالكم سلام عليكم } يريد لنا حقنا ، ولكم باطلكم ، سلام عليكم .

                                                                                                                                                                                                              قال علماؤنا : ليس هذا بسلام المسلمين على المسلمين ، وإنما هو بمنزلة قول الرجل للرجل اذهب بسلام أي تاركني وأتاركك .

                                                                                                                                                                                                              ويحتمل أن يكون قبل تبيان الحال للتحية بالسلام ، واختصاصها بالمسلمين ، وخروج الكفار عنها ، حسبما بيناه من قبل .

                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية