الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب ما جاء ما يقول عند القفول من الحج والعمرة

                                                                                                          950 حدثنا علي بن حجر أخبرنا إسمعيل بن إبراهيم عن أيوب عن نافع عن ابن عمر قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قفل من غزوة أو حج أو عمرة فعلا فدفدا من الأرض أو شرفا كبر ثلاثا ثم قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير آيبون تائبون عابدون سائحون لربنا حامدون صدق الله وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده وفي الباب عن البراء وأنس وجابر قال أبو عيسى حديث ابن عمر حديث حسن صحيح

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          ( باب ما جاء ما يقول عند القفول من الحج والعمرة ) أي عند الرجوع منهما .

                                                                                                          قوله : ( إذا قفل ) أي رجع ( فعلا ) الفاء للعطف وعلا فعل ماض ( فدفدا ) بتكرار الفاء المفتوحة والدال المهملة : المكان الذي فيه ارتفاع وغلظ ، قاله السيوطي ، وكذلك في النهاية ، وجمعه : فدافد ( أو شرفا ) بفتح الشين المعجمة والراء المكان المرتفع ( كبر ) جواب إذا ( آئبون ) بهمزة ممدودة بعدها همزة مكسورة : اسم فاعل من ( آب ) يئوب إذا رجع أي نحن راجعون من السفر بالسلامة إلى أوطاننا ( تائبون ) أو من المعصية إلى الطاعة ( عابدون ) أي لمعبودنا ( سائحون ) جمع سائح من [ ص: 20 ] ساح الماء يسيح إذا جرى على وجه الأرض أي سائرون لمطلوبنا ، ودائرون لمحبوبنا قاله القاري في المرقاة ( لربنا حامدون ) أي لا لغيره ؛ لأنه هو المنعم علينا ( صدق الله وعده ) أي في وعده بإظهار الدين ( ونصر عبده ) أراد نفسه النفيسة ( وهزم الأحزاب ) أي القبائل المجتمعة من الكفار المختلفة لحرب النبي صلى الله عليه وسلم ، والحزب جماعة فيهم لغط ( وحده ) قوله تعالى وما النصر إلا من عند الله وكانوا اثني عشر ألفا توجهوا من مكة إلى المدينة ، واجتمعوا حولها سوى من انضم إليهم من اليهود ، ومضى عليهم قريب من شهر لم يقع بينهم حرب إلا الترامي بالنبل ، أو الحجارة زعما منهم أن المؤمنين لم يطيقوا مقابلتهم فلا بد أنهم يهربون ، فأرسل الله عليهم ريحا ليلة سفت التراب على وجوههم ، وأطفأت نيرانهم ، وقلعت أوتادهم ، وأرسل الله ألفا من الملائكة فكبرت في معسكراتهم فحاصت الخيل ، وقذف في قلوبهم الرعب فانهزموا ، ونزل قوله تعالى يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنود فأرسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها ومنه يوم الأحزاب ، وهو غزوة الخندق ، وقيل المراد أحزاب الكفار في جميع المواطن ، قاله القاري .

                                                                                                          قوله : ( وفي الباب عن البراء ) أخرجه الترمذي في الدعوات ( وأنس ) أخرجه أبو نعيم الحافظ ، ذكر لفظه العيني في عمدة القاري ( وجابر ) أخرجه الدارقطني عنه كنا إذا سافرنا مع النبي صلى الله عليه وسلم إذا صعدنا كبرنا ، وإذا هبطنا سبحنا كذا في عمدة القاري ، قلت : وأخرجه البخاري أيضا . قوله : ( حديث ابن عمر حديث حسن صحيح ) وأخرجه البخاري في الحج والدعوات ، ومسلم في الحج ، وأبو داود في الجهاد ، والنسائي في السير .




                                                                                                          الخدمات العلمية