الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            5651 وعن عبادة بن الصامت قال : صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فتخطى إليه رجلان رجل من الأنصار ورجل من ثقيف ، فسبق الأنصاري الثقفي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للثقفي : " إن الأنصاري قد سبقك بالمسألة " . فقال الأنصاري : لعله يا رسول الله أن يكون أعجل مني فهو في حل . قال : فسأل الثقفي عن الصلاة فأخبره ، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للأنصاري : " إن شئت خبرتك بما جئت تسأل عنه وإن شئت تسألني فأخبرك " . فقال : يا رسول الله ، تخبرني ! قال : " جئت تسألني ما لك من الأجر إذا أممت البيت العتيق وما لك من الأجر في وقوفك في عرفة ؟ وما لك من الأجر في رميك الجمار ؟ وما لك من الأجر في حلق رأسك ؟ وما لك من الأجر إذا ودعت البيت ؟ " . فقال الأنصاري : والذي بعثك بالحق ما جئت أسألك عن غيره . قال : " فإن لك من الأجر إذا أممت البيت العتيق أن لا ترفع قدما أو تضعها أنت ودابتك إلا كتبت لك حسنة ورفعت لك درجة . وأما وقوفك بعرفة فإن الله عز وجل يقول لملائكته : يا ملائكتي ما جاء بعبادي ؟ [ ص: 277 ] قالوا : جاءوا يلتمسون رضوانك والجنة . فيقول الله عز وجل : فإني أشهد نفسي وخلقي أني قد غفرت لهم عدد أيام الدهر ، وعدد القطر ، وعدد رمل عالج . وأما رميك الجمار ، قال الله عز وجل : ( فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون ) وأما حلقك رأسك فإنه ليس من شعرك من شعرة تقع في الأرض إلا كانت لك نورا يوم القيامة . وأما البيت إذا ودعت فإنك تخرج من ذنوبك كيوم ولدتك أمك " .

                                                                                            رواه الطبراني في الأوسط ، وفيه محمد بن عبد الرحيم بن شروس ذكره ابن أبي حاتم ، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا ، ومن فوقه موثقون .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية