الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                          باب ما يكره وما يستحب .

                                                                                                                          " يجمع ريقه " .

                                                                                                                          [ الريق ] : الرضاب وهو ماء الفم .

                                                                                                                          " فيبلعه " .

                                                                                                                          مضارع بلعه ، كذا ذكره المصنف .

                                                                                                                          " وأن يبتلع النخامة " .

                                                                                                                          قال الجوهري : النخامة [ بالضم ] : النخاعة . وقال صاحب " المطالع " : النخامة [ ما يلقيه الرجل ] من الصدر وهو البلغم اللزج . قال : والنخاعة والنخامة واحد عند ابن الأنباري .

                                                                                                                          ومنهم من قال : النخاعة من الصدر ، والنخامة من الرأس .

                                                                                                                          [ ص: 149 ] " مضغ العلك " .

                                                                                                                          قال ابن فارس : العلك كل صمغة تعلك . وقال ابن سيده : العلك ضرب من صمغ الشجر ، كاللبان يمضغ [ فلا ينماع ] والجمع : علوك وبائعه علاك .

                                                                                                                          " يتحلل منه أجزاء " .

                                                                                                                          أجزاء : جمع جزء وهو بعض الشيء ، وهو مصروف .

                                                                                                                          " اجتناب الكذب والغيبة والشتم " .

                                                                                                                          قال الجوهري : يقال كذب كذبا وكذبا على وزن كتف وكتف ، فهو كاذب وكذاب ، وكذوب وكذبان ، ومكذبان ومكذبانة ، وكذبة بوزن همزة ، وكذبذب مخفف ، وقد تشدد ذاله الأولى . وقال صاحب " المطالع " : والكذب خلاف الصدق . والصدق : الإخبار بما يطابق المخبر عنه . وأما الغيبة : فهي ذكر الإنسان بما يكره ، بهذا فسرها رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث أبي هريرة . " رواه مسلم " . وهي حرام بالإجماع ، وتباح لغرض صحيح شرعي لا يمكن الوصول إليه إلا بها ، كالتظلم والاستفتاء والاستغاثة على تغيير منكر ، والتحذير والتعريف والجرح . وأما الشتم : فقال الجوهري : الشتم السب . والاسم : الشتيمة . وقال أبو العباس اللبلي في شرح الفصيح : الشتم : رمي أعراض الناس بالمعايب ، وثلبهم وذكرهم بقبيح القول حضرا أو غيبا ، عن ابن درستويه . وقال المطرزي : الشتم عند العرب : الكلام القبيح سوى القذف .

                                                                                                                          [ ص: 150 ] " وإن شتم استحب أن يقول : " إني صائم " .

                                                                                                                          ذكر الخطابي في ذلك للعلماء قولين ، أحدهما : أنه يقوله بلسانه . والثاني : يقوله بقلبه .

                                                                                                                          " وتأخير السحور " .

                                                                                                                          قال صاحب " المطالع " : السحور بالفتح اسم ما يؤكل في السحر ، وبالضم اسم الفعل . وأجاز بعضهم أن يكون اسم الفعل بالوجهين ، والأول أشهر . والمراد هنا : الفعل ، فيكون بالضم على الصحيح .

                                                                                                                          " تأخير قضاء رمضان إلى رمضان آخر " .

                                                                                                                          الأول : غير مصروف لأنه معرفة ، والثاني : مصروف لأنه نكرة ؛ لوصفه " بآخر " ، وكذلك كل معرفة وصفت " بآخر " فإنها تنكر . والله تعالى أعلم .

                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                          الخدمات العلمية