الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية

ابن تيمية - أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني

صفحة جزء
وإذا كان كذلك علم أن الذين قالوا إنه جسم وأن معنى ذلك أنه موجود قائم بنفسه، وأنه لا يعقل قائم بنفسه إلا الجسم لهم قولان: منهم من يقول إنه مع ذلك طويل عريض عميق، ومنهم من يقول ليس بذي أجزاء وأبعاض، وأن هذا مما ينازعون فيه [ ص: 362 ] موافقيهم على أنه جسم.

وإذا كان كذلك علم أن امتناعهم عن ذلك ليس لمحض التقية والخوف، بل هو اعتقاد يعتقدونه وينفون الأجزاء والأبعاض، وإن قال القائل: هذا تناقض منهم، وأنه يلزمهم القول بالأجزاء والأبعاض، فغايته أنهم في ذلك كسائر الطوائف التي يقال إنه يلزمهم قول وهم لا يقولون به، وهذا كما أن الكلابية أئمة الأشعرية وقدماؤهم تقول بقول المعتزلة، ومتأخرو الأشعرية يلزمهم القول بأنه جسم وهم لا يقولون بذلك، وكذلك كل من أثبت الرؤية يقول نفاتها وكثير ممن يثبتها أنه يلزمه القول بالتجسيم، وإن كان لا يقول بذلك.

التالي السابق


الخدمات العلمية