الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فصل :

[ ثبوت النسب ] { واختصم إليه صلى الله عليه وسلم سعد بن أبي وقاص وعبد بن زمعة في الغلام ، فقال سعد : هو ابن أخي عتبة بن أبي وقاص عهد إلي أنه ابنه ، انظر إلى شبهه ، وقال عبد بن زمعة : هو أخي ، ولد على فراش أبي من وليدته ، فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى شبهه ، فرأى شبها بينا بعتبة ، فقال : هو لك يا عبد ، الولد للفراش وللعاهر الحجر ، واحتجبي منه يا سودة فلم تره سودة قط } متفق عليه .

وفي لفظ البخاري : { هو أخوك يا عبد } .

وعند النسائي : { واحتجبي منه يا سودة فليس لك بأخ } .

وعند الإمام أحمد : { أما الميراث فله ، وأما أنت فاحتجبي منه فإنه ليس لك بأخ } فحكم وأفتى بالولد لصاحب الفراش عملا بموجب الفراش ، وأمر سودة أن تحتجب منه عملا بشبهه بعتبة ، وقال : { ليس لك بأخ } للشبهة ، وجعله أخا في الميراث ، فتضمنت فتواه صلى الله عليه وسلم أن الأمة فراش ، وأن الأحكام تتبعض في العين الواحدة عملا بالاشتباه كما تتبعض في الرضاعة ، وثبوتها يثبت بها الحرمة والمحرمية دون الميراث والنفقة ، وكما في ولد الزنا ، هو ولد في التحريم ، وليس ولدا في الميراث ، ونظائر ذلك أكثر من أن تذكر ; فيتعين الأخذ بهذا الحكم والفتوى ، وبالله التوفيق .

التالي السابق


الخدمات العلمية