الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 167 ] حميد الطويل أبو عبيدة بصري ، وهو حميد بن أبي حميد مولى طلحة الطلحات وهو طلحة بن عبد الله الخزاعي قيل : كان حميد من سبي سجتان ، وقيل : من سبي كابل ، واختلف في اسم أبيه أبي حميد فقيل : طرخان وقيل : مهران وقيل : حميد الطويل هو حميد بن شرويه قاله أبو نعيم . وقال غيره : هو حميد بن ثيرويه .

قال أبو عمر : سمع من أنس بن مالك والحسن بن أبي الحسن وأكثر روايته عن أنس أخذها عن ثابت البناني عن أنس وعن قتادة عن أنس وقد سمع من أنس . توفي في جمادى سنة أربعين ومائة ، وقيل : سنة اثنتين ، أو ثلاث وأربعين ومائة . قاله ابن إبراهيم بن حميد وهو ابن خمس وسبعين سنة ، وكان ثقة ، روى عنه جماعة من الأئمة . وذكر الحلواني قال : حدثنا عفان قال : حدثنا يزيد بن زريع قال : تناول رجل حميدا الطويل عند يونس بن عبيد فقال : أكثر الله فينا أمثاله ، قال عفان : كان حميد الطويل فقيها ، وكان هو والبتي [ ص: 168 ] يفتيان ، فأما البتي فكان يقضي .

وأما حميد فكان يصلح ، فقال حميد للبتي : إذا جاءك الرجلان ، فلا تخبرهما بمر الحق ولكن أصلح بينهما ، احمل على هذا ، واحمل على هذا ، فقال عثمان البتي : أنا لا أحسن سحرك ، وكان حميد رفيقا .

وقال الأصمعي : رأيت حميدا الطويل ولم يكن بالطويل ، كان طويل اليدين .

لمالك عنه من مرفوعات الموطأ سبعة أحاديث مسندات ، وواحد موقوف لم يسنده عن مالك خاصة إلا من لا يوثق بحفظه .

التالي السابق


الخدمات العلمية