الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
[ ص: 284 ] - 19 - أقسام القرآن :

يختلف الاستعداد النفسي عند الفرد في تقبله للحق وانقياده لنوره ، فالنفس الصافية التي لم تدنس فطرتها بالرجس تستجيب للهدى ، وتفتح قلبها لإشعاعه ، ويكفيها في الانصياع إليه اللمحة والإشارة . أما النفس التي رانت عليها سحابة الجهل ، وغشيتها ظلمة الباطل فلا يهتز قلبها إلا بمطارق الزجر ، وصيغ التأكيد ، حتى يتزعزع نكيرها ، والقسم في الخطاب من أساليب التأكيد التي يتخللها البرهان المفحم ، والاستدراج بالخصم إلى الاعتراف بما يجحد . .

تعريف القسم وصيغته

والأقسام : جمع قسم - بفتح السين- بمعنى الحلف واليمين ، والصيغة الأصلية للقسم أن يؤتى بالفعل " أقسم " أو " أحلف " متعديا بالباء إلى المقسم به . ثم يأتي المقسم عليه ، وهو المسمى بجواب القسم ، كقوله تعالى : وأقسموا بالله جهد أيمانهم لا يبعث الله من يموت .

فأجزاء صيغة القسم ثلاثة :

1- الفعل الذي يتعدى بالباء .

2- والمقسم به .

3- والمقسم عليه .

ولما كان القسم يكثر في الكلام ، اختصر فصار فعل القسم يحذف ويكتفى [ ص: 285 ] بالباء ثم عوض عن الباء بالواو في الأسماء الظاهرة كقوله تعالى : والليل إذا يغشى ، وبالتاء في لفظ الجلالة كقوله : وتالله لأكيدن أصنامكم ، وهذا قليل ، أما الواو فكثيرة .

والقسم واليمين واحد : ويعرف بأنه : ربط النفس بالامتناع عن شيء أو الإقدام عليه ، بمعنى معظم عند الحالف حقيقة أو اعتقادا . وسمي الحلف يمينا ; لأن العرب كان أحدهم يأخذ بيمين صاحبه عند التحالف . "

التالي السابق


الخدمات العلمية