الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  2546 ( باب ليس الكاذب الذي يصلح بين الناس )

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  أي هذا باب يذكر فيه ليس الكاذب الذي يصلح بين الناس ; لأن فيه دفع المفسدة وقمع الشرور ، ومعناه أن هذا الكذب لا يعد كذبا بسبب الإصلاح مع أنه لا يخرج من حقيقته . ( فإن قلت ) : الذي في الحديث " ليس الكذاب " فلفظ الترجمة لا يطابقه ( قلت ) : في لفظ مسلم من رواية معمر عن ابن شهاب كلفظ الترجمة فلا يضر هذا القدر من الاختلاف ، وقال بعضهم : وكان حق السياق أن يقول : ليس من يصلح بين الناس كاذبا ، لكنه ورد على طريق القلب وهو سائغ ، انتهى . ( قلت ) : الذي ذكره هو حق السياق لأن الحديث هكذا فراعى المطابقة ، غير أن الاختلاف في لفظ الكذاب والكاذب وكلاهما لفظ النبي - صلى الله تعالى عليه وآله وسلم - في حديث واحد فلا يعد اختلافا ، ودعوى القلب لا دليل عليه مع أن معنى قوله في الحديث " ليس الكذاب " أنه من باب ذي كذا أي ليس بذي كذب ، كما قيل في قوله تعالى : وما ربك بظلام للعبيد أي وما ربك بذي ظلم لأن نفي الظلامية لا يستلزم نفي كونه ظالما ; فلذلك يقدر كذا لأن الله تعالى لا يظلم مثقال ذرة يعني ليس عنده ظلم أصلا .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية