الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                صفحة جزء
                                [ ص: 423 ] 97 - باب

                                القراءة في العصر

                                727 761 - حدثنا محمد بن يوسف ، ثنا سفيان ، عن الأعمش ، عن عمارة بن عمير ، عن أبي معمر ، قال : قلنا لخباب بن الأرت : أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في الظهر والعصر ؟ قال : نعم ، قلت : بأي شيء كنتم تعلمون قراءته ؟ قال : باضطراب لحيته .

                                728 762 - حدثنا مكي بن إبراهيم ، عن هشام ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن عبد الله بن أبي قتادة ، عن أبيه ، قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في الركعتين الأوليين من الظهر والعصر بفاتحة الكتاب وسورة سورة ، ويسمعنا الآية أحيانا .

                                التالي السابق


                                هذان الحديثان سبقا في الباب الماضي .

                                والمقصود منهما هاهنا : القراءة في صلاة العصر .

                                وقد ذكرنا حديث أبي سعيد الخدري الذي خرجه مسلم ، وفيه : أن قيامه في الركعتين الأوليين من صلاة العصر كان على قدر قيامه في الأخريين من الظهر .

                                وفي رواية : أنه قدر خمس عشرة آية .

                                وفي رواية ابن ماجه : أن قيامه في صلاة العصر على قدر النصف من الركعتين الأخريين من الظهر .

                                [ ص: 424 ] واختلف العلماء في قدر القراءة في العصر :

                                فقال النخعي : العصر مثل المغرب في القراءة .

                                يعني : أن قراءتها تخفف .

                                وعنه قال : تضاعف الظهر على العصر أربعة أضعاف .

                                وكذا قال الثوري في قراءة العصر : إنها كقراءة المغرب بقصار المفصل .

                                وقال إسحاق : الظهر يعدل في القراءة بالعشاء ، والعصر تعدل المغرب .

                                يعني : أنه يقرأ فيها بقصار المفصل .

                                وسيأتي في الباب الذي بعده في تقصير العصر حديث مرفوع .

                                وقالت طائفة : قراءة العصر على نصف قراءة الظهر ، وقراءة الظهر نحو ثلاثين آية ، ونص على ذلك الإمام أحمد ، واحتج بحديث أبي سعيد الخدري .

                                وقال أصحاب الشافعي : يقرأ في الصبح بطوال المفصل كالحجرات والواقعة ، وفي الظهر بقريب من ذلك ، وفي العصر والعشاء بأوساط المفصل ، وفي المغرب بقصاره ، وإن خالف وقرأ بالطول أو أقصر جاز .

                                وقالت طائفة : يسوى بين قراءة الظهر والعصر ، روي ذلك عن أنس بن مالك ، وروي عن ابن عمر من وجه ضعيف .

                                وحديث جابر بن سمرة الذي خرجه مسلم يشهد لذلك : أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الظهر بالليل إذا يغشى ، وفي العصر نحو ذلك .



                                الخدمات العلمية