الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                باب الاستماع للقراءة

                                                                                                                448 وحدثنا قتيبة بن سعيد وأبو بكر بن أبي شيبة وإسحق بن إبراهيم كلهم عن جرير قال أبو بكر حدثنا جرير بن عبد الحميد عن موسى بن أبي عائشة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله عز وجل لا تحرك به لسانك قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا نزل عليه جبريل بالوحي كان مما يحرك به لسانه وشفتيه فيشتد عليه فكان ذلك يعرف منه فأنزل الله تعالى لا تحرك به لسانك لتعجل به أخذه إن علينا جمعه وقرآنه إن علينا أن نجمعه في صدرك وقرآنه فتقرؤه فإذا قرأناه فاتبع قرآنه قال أنزلناه فاستمع له إن علينا بيانه أن نبينه بلسانك فكان إذا أتاه جبريل أطرق فإذا ذهب قرأه كما وعده الله

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                باب الاستماع للقراءة فيه حديث ابن عباس - رضي الله عنهما - في تفسير قول الله - عز وجل - : لا تحرك به لسانك إلى آخرها .

                                                                                                                قوله : ( كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا نزل عليه الوحي كان مما يحرك به لسانه ) إنما كرر لفظة ( كان ) لطول الكلام ، وقد قال العلماء : إذا طال الكلام جازت إعادة اللفظ ونحوها كقوله تعالى : أيعدكم أنكم إذا متم وكنتم ترابا وعظاما أنكم مخرجون فأعاد ( أنكم ) لطول الكلام ، وقوله تعالى : ولما جاءهم كتاب من عند الله . . . إلى قوله تعالى : فلما جاءهم ما عرفوا وقد سبق بيان هذه المسألة مبسوطا في أوائل كتاب الإيمان وقوله : ( كان مما يحرك به لسانه وشفتيه ) معناه كان كثيرا ذلك ، وقيل : معناه هذا شأنه ودأبه .

                                                                                                                قوله - عز وجل - : فإذا قرأناه أي قرأه جبريل - عليه السلام - ففيه إضافة ما يكون عن أمر الله تعالى إليه .

                                                                                                                قوله : ( فيشتد عليه ) وفي الرواية الأخرى ( يعالج من التنزيل شدة ) سبب الشدة هيبة الملك ، وما جاء به ، وثقل الوحي . قال الله تعالى : إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا والمعالجة المحاولة للشيء والمشقة في تحصيله .

                                                                                                                قوله : ( فكان ذلك يعرف منه ) يعني يعرفه من رآه لما يظهر على وجهه وبدنه من أثره كما قالت عائشة رضي الله عنها : ولقد رأيته ينزل عليه في اليوم الشديد البرد فيفصم عنه وإن جبينه ليتفصد عرقا .




                                                                                                                الخدمات العلمية