الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ 7 ] باب مناقب هؤلاء الثلاثة رضي الله عنهم الفصل الأول

6083 - عن أنس - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صعد أحدا ، وأبو بكر وعمر وعثمان ، فرجف بهم ، فضربه برجله ، فقال : ( اثبت أحد ، فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان ) . رواه البخاري .

التالي السابق


[ 7 ] باب مناقب هؤلاء الثلاثة رضي الله عنهم الفصل الأول

6083 - ( عن أنس ، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صعد ) : بكسر العين أي طلع ( أحدا ) أي جبل أحد ( وأبو بكر وعمر وعثمان ) ، أي معه ( فرجف ) أي : تحرك ( أحد بهم ) ، أي انتعاشا واهتزازا لقدومهم ( فضربه ) أي : النبي - عليه السلام - ( برجله ، فقال : اثبت أحد ) ، أي : ولا تظهر شيئا على ظاهرك كالكاملين الواصلين ، على ما حكي أن الجنيد سئل ما بالك عند السماع ظاهرا ، مع تحقق حالك باطنا فقرأ : وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب ( فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان ) . أي وصحبة أهل التمكين والوقار لا بد لها من تأثير خال على الإظهار ، وتقدم مثله في جبل ثبير ( رواه البخاري ) . وكذا أحمد ، والترمذي ، وأبو حاتم ، وأخرجه أحمد عن بريدة ، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان جالسا على حراء ومعه أبو بكر وعمر وعثمان ، فتحرك الجبل فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( اثبت حراء فإنه ليس عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد ) . وفي رواية عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان على حراء هو وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير ، فتحركت الصخرة فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( اسكن حراء فما عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد ) ، وفي رواية سعد بن أبي وقاص ، ولم يذكر عليا . خرجهما مسلم وخرجه الترمذي ولم يذكر سعدا وقال : اهدأ مكان اسكن ، وقال : حديث صحيح . وخرجه الترمذي أيضا عن سعيد بن زيد ، وذكر أنه كان عليه العشرة إلا أبا عبيدة ، وقال : " اثبت حراء " الحديث . فاختلاف الروايات محمول على تعدد القضية في الأوقات ، وإثبات الشهادة لبعضهم حقيقة ، وللباقين حكما والله أعلم .




الخدمات العلمية