الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ثم المثبتة تزيد في الأحاديث لفظا ومعنى، فيثبتون بعض الأحاديث الموضوعة صفات، ويجعلون بعض الظواهر صفات، ولا يكون كذلك، والنافية تنقض الأحاديث لفظا ومعنى، فيكذبون بالحق، ويحرفون الكلم عن مواضعه.

ومن هذا ما رواه الخلال: حدثنا عمرو بن إسحاق، حدثنا أبو مسلم الحضرمي، حدثنا أبو معاوية وهب بن عمرو الأحموسي، عن أبي عبد الرحمن، عن مقاتل بن حيان، عن عكرمة، عن ابن عباس أنه حدث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لما أسري بي إلى السماء فرأيت الرحمن [ ص: 323 ] الأعلى بقلبي في خلق شاب أمرد، نور يتلألأ، وقد نهيت عن صفته لكم، فسألت إلهي أن يكرمني برؤيته، فإذا هو كأنه عروس حين كشفت عنه حجلته، مستويا على عرشه، في وقاره وعزه ومجده وعلوه، ولم يؤذن لي في غير ذلك من صفته لكم سبحانه في جلاله، وكريم فعاله في مكانه العلي، نوره المتعالي».

وهذه الألفاظ ينكر أهل المعرفة بالحديث أن تكون من ألفاظ رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن هذا الحديث يبين أن حديث عكرمة المشهور كان بفؤاده كما في هذا، ويشبه هذا ما رواه الخلال أيضا قال: حدثنا يزيد بن جمهور، حدثنا الحسن بن يحيى بن كثير العبدي، حدثنا أبي، حدثنا سفيان، عن جويبر، عن [ ص: 324 ] الضحاك، عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أسري به، قال: «انتهيت على نهر من نور لهب النار، قال: فجعلت أهال» قال: «وجعل جبريل يقول: يا محمد ادع الله بالتثبيت والتأييد، قال: فجعلت أدعو بالتثبيت والتأييد» فذكر أنها دون العرش «حتى انتهيت إلى العرش وأمسك جبريل عني» قال: «فلما انتهينا إلى الله ألقيت علي الوسنة» قال: «وعاينت بقلبي جلاله» قال: فكان ابن عباس يقول: «رآه بفؤاده ولم تره عيناه».

ولكن قد يكون أصل الحديث أنهما حدثا عن ابن عباس محفوظا، وزيد فيه زيادات كما جرت به عادة كثير من هؤلاء [ ص: 325 ] المصنفين، فيكون هذا موافقا؛ لأن حديث قتادة والحكم عن عكرمة، وحديث سلمة بن عمرو «أنه كان ليلة المعراج».

التالي السابق


الخدمات العلمية