الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 606 ] ثم دخلت سنة ثلاث وسبعين ومائتين

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وفيها وقع بين إسحاق بن كنداج نائب الموصل والجزيرة وبين صاحبه ابن أبي الساج نائب قنسرين وغيرها بعدما كانا متفقين ، وكاتب ابن أبي الساج خمارويه صاحب مصر ، وخطب له ببلاده ، وقدم خمارويه إلى الشام فاجتمع به ابن أبي الساج ، ثم سار إلى إسحاق بن كنداج فتواقعا ، فانهزم ابن كنداج ، وهرب إلى قلعة ماردين فحاصره بها ، ثم ظهر أمر ابن أبي الساج ، واستحوذ على الموصل وبلاد الجزيرة وخطب بها لخمارويه ، واستفحل أمره جدا .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وفيها قبض الموفق على لؤلؤ غلام ابن طولون ، وصادره بأربعمائة ألف دينار ، وسجنه ، فكان يقول : ليس لي ذنب إلا كثرة مالي . ثم أخرج بعد ذلك من السجن وهو فقير ذليل ، فعاد إلى الديار المصرية في أيام هارون بن خمارويه ، ومعه غلام واحد . وهذا جزاء كفر نعمة سيده عليه .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وفيها عدا أولاد ملك الروم على أبيهم فقتلوه ، وتملك بعده أحد أولاده .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية