الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ ص: 343 ] كتاب الذال

                                                          باب الذال وما معها في الثنائي والمطابق

                                                          ( ذر ) الذال والراء المشددة أصل واحد يدل على لطافة وانتشار . ومن ذلك الذر : صغار النمل ، الواحدة ذرة . وذررت الملح والدواء . والذريرة معروفة ، وكل ذلك قياس واحد .

                                                          ومن الباب : ذرت الشمس ذرورا ، إذا طلعت ، وهو ضوء لطيف منتشر . وذلك قولهم : " لا أفعله ما ذر شارق " ، وما ذر قرن الشمس . وحكي عن أبي زيد : ذر البقل ، إذا طلع من الأرض . وهو من الباب; لأنه يكون حينئذ صغارا منتشرا . فأما قولهم : ذارت الناقة . وهي مذار ، إذا ساء خلقها ، فقد قيل إنه كذا مثقل . فإن كان صحيحا فهو شاذ عن الأصل الذي أصلناه . إلا أن الحطيئة قال :


                                                          ذارت بأنفها

                                                          مخففا . وأراه الصحيح ، ويكون حينئذ من ذئرت ، إذا تغضبت ، فيكون على تخفيف الهمزة . [ إلا ] أن أبا زيد قال : في نفس فلان ذرار ، أي إعراض [ ص: 344 ] غضبا ، كذرار الناقة . وهذا يدل على القول الأول . والله أعلم .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية