الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          قال قائل منهم لا تقتلوا يوسف وألقوه في غيابت الجب يلتقطه بعض السيارة إن كنتم فاعلين [ ص: 3806 ]

                                                          قال قائل منهم لا تقتلوا يوسف أبعد أحدهم فكرة القتل لبقية من شفقة، ولا يريد أن يقتل أخوه بين يديه، ولا يريد أن يغيب في الأرض تائها فيها، ولكن يكتفى بأن يغيب عن أبيه، ويتركه لله عسى أن ينقذ، قال: لا تقتلوا يوسف وذكره باسمه لبقية من صلة تربطه، وألقوه في غيابت الجب يلتقطه بعض السيارة إن كنتم فاعلين الغيابة ما يغيب عن الأنظار، غيابة الجب قاعه الذي يغيب عن الأنظار، ولا يستطيع أن يرتفع يوسف منه إلى ظاهر الأرض، والتقاط بعض السيارة له احتمالي، ولكن جعل قريبا، ولعله كان يرجو ذلك كبقية الإخوة مع حرارة الحسد، و: السيارة القافلة السائرة في الصحراء، ثم يقول إن كنتم فاعلين، وإن هذا القائل، كان يرجو من بقيتهم أن يعدلوا، ولذا قال: إن كنتم فاعلين فعلق القول بـ (إن) الدالة على الشك دون القطع، ونحسب أنه كان يرجو ألا يفعلوا.

                                                          وقوله تعالى: يلتقطه بعض السيارة معناه يأخذه لقيطا، كأنه لقطة لا مالك لها.

                                                          دبروا ذلك التدبير، وبيتوا لأخيهم الشر، وبقي أن يبسطوا أيديهم إليه، بأن يأخذوه من أبيهم.

                                                          وقال تعالى عنهم:

                                                          * * *

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية