الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ذكر خبر بخت نصر البابلي]

لما ولي لهراسب وتمكن ملكه بعث بخت نصر ، وهو رجل من الأعاجم ، فأتى دمشق وصالح أهلها ، ووجه قائدا له ، فأتى بيت المقدس فصالح ملك بني إسرائيل ، وأخذ منه رهائن وانصرف . فلما بلغ طبرية وثب بنو إسرائيل على ملكهم ، فقالوا: داهنت [ ص: 407 ] أهل بابل وخذلتنا ، فقتلوه ، فكتب قائد بخت نصر إليه بما كان ، فكتب إليه أن يقيم بموضعه حتى يوافيه ، وأن يضرب أعناق الرهائن الذين معه .

فسار بخت نصر حتى أتى بيت المقدس ، فهدمه وهدم المساجد ، ورمى فيها الكنائس ، وخرب الحصون ، وحرق التوراة ، وأخذ الأموال ، وقتل المقاتلة ، وسبى الذرية ، وكانوا سبعين ألف غلام ، ووجد في سجن بني إسرائيل أرميا النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال له بخت نصر: ما خطبك؟ فأخبره أن الله تعالى بعثه إلى قومه ليحذرهم الذي حل بهم فكذبوه وحبسوه ، فقال بخت نصر: بئس القوم قوم عصوا رسول ربهم! فخلى سبيله ، وأحسن إليه .

فاجتمع إليه من بقي من ضعفاء بني إسرائيل ، فقالوا: إنا قد أسأنا وظلمنا ، ونحن نتوب مما صنعنا ، فادع الله أن يقبل توبتنا .

فدعا ربه ، فأوحى إليه: أنهم غير فاعلين ، فإن كانوا صادقين فليقيموا معك بهذه البلد ، فأخبرهم ، فقالوا: كيف نقيم ببلدة قد خربت . فخرجوا يستجيرون بملك مصر ، فغزا بخت نصر أرض [مصر] فقتل ملكها وقتلهم ، ثم بلغ أقصى ناحية المغرب ، وانصرف بسبي كثير من أهل فلسطين والأردن ، فيهم دانيال وغيره من الأنبياء

التالي السابق


الخدمات العلمية