الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          فبدأ بأوعيتهم قبل وعاء أخيه ثم استخرجها من وعاء أخيه

                                                          أي: أنه بمقتضى الحكم الذي قرروه أن يكون أخوه حبيسا رقيقا عند العزيز ومن معه، وذلك مبتغى يوسف، لأنه يريد أن يحتجز أخاه عنده مكرما غير مهين، وتم له بذلك ما أراد، وذلك بتدبير الله تعالى، ولذلك قال تعالى: كذلك كدنا ليوسف أي: كدنا ليوسف هذا التدبير، أي: دبرنا ليوسف مثل ذلك التدبير [ ص: 3846 ]

                                                          ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك إلا أن يشاء الله ودين الملك سلطانه وقدرته، وقوله تعالى: ما كان ليأخذ أخاه نفي للشأن: ما كان من شأنه أن يأخذ أخاه عدلا في سلطان الملك إلا أن يشاء الله بأن يجري على ألسنتهم ذلك الحكم، وهو أن يكون جزاء صواع الملك رق أخيه.

                                                          ويبين الله تعالى عدالته العامة في الناس نرفع درجات من نشاء أي: نرفع درجات ومنازل في العلو من نشاء، وقد رفعنا يوسف فوق إخوته، حتى احتاجوا إليه، ومدوا أيديهم طالبين منه الميرة والعون، وأعطيناه الملك والعزة والحلم وتدبير شئون الدولة، حتى صارت تمد غيرها، وفوق كل ذي علم عليم وما من علم بتدبير الأمور إلا فوقه علم الله تعالى وهو فوق كل علم، وقد أحاط بكل شيء علما.

                                                          * * *

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية