الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ذهبوا إلى أبيهم، وقالوا تلك الكلمات التي تنبئ عن حقدهم، ولذا لم يصدقهم الأب الشفيق، ورد كلامهم قائلا: قال بل سولت لكم أنفسكم أمرا فصبر جميل عسى الله أن يأتيني بهم جميعا إنه هو العليم الحكيم

                                                          رد عليهم في أمر أخي يوسف، كما رد عليهم في أمر يوسف، و (بل) هنا للإضراب برد كلامهم، وعدم تصديقه، و: (سولت): معناها حسنت لكم أنفسكم أمر سوء، وإذا كان ذلك حقا في أمر يوسف فهو ظن في هذا الموضوع سوغه له ماضيهم مع أخيه، فصبر جميل أي: فأمري، أو فصبري لا أنين فيه ولا شكوى لأحد من الناس.

                                                          ولكن الرجاء في رحمة الله سابق إليه دائما، ولذا قال; عسى الله أن يأتيني بهم جميعا أي: بيوسف وأخيه، ولعله قد انضم إليهم أخوهم الأكبر الذي لم يشترك في تفريطهم في يوسف ولامهم بعد عودته، وكان غائبا وقد أكد رجاءه بأن يأتوا إليه مجتمعين غير متفرقين.

                                                          وختم الله سبحانه وتعالى الآية الكريمة، بما يقوي رجاءه إنه هو العليم الحكيم الضمير يعود إلى الله تعالى الحاضر في الألسن المؤمنة دائما، العليم الذي يعلم كل شيء، لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء، الحكيم الذي يدبر الأمور بحكمته وعلى مقتضى علمه الواسع.

                                                          * * *

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية