الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          قال إنما أشكو بثي وحزني إلى الله وأعلم من الله ما لا تعلمون

                                                          البث الهم العارض الذي لا يمكنني الصبر عليه، وينتشر في كل نفسي، ويسد علي أسباب السرور، و: (الحزن) ما يكون في النفس من الآلام الدفينة، وقد كان حزنه على يوسف قديما، وبثوا إليه هما آخر هو في ولديه شقيق يوسف وكبيرهم، و: (إنما) من أدوات الحصر، أي: أنه لا يشكو همومه العارضة، وأحزانه الدفينة إليكم، بل يشكوها إلى الله وحده.

                                                          وأعلم من الله ما لا تعلمون هذه الجملة تحوي في نفسه كل الرجاء الذي يرجوه والأمل الذي يأمله، وفيه دلالة على أنه يعلم أن الله كاشف كربه، مزيل [ ص: 3853 ] همه، وهو من علم الله تعالى، لا من علم أحد، يعلمه بالإلهام أولا، وبرجائه في الله ثانيا، وبرؤيا يوسف الصادقة ثالثا، ففيها أنه رأى الشمس والقمر وأحد عشر كوكبا له ساجدين، وتأويل الرؤيا أن يكون في ظل يوسف، وهو في عز مكين، وإن ذلك واقع لا محالة.

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية